مأرب بوست – الثورة نت:
لليوم الثالث على التوالي، تتواصل الردود الشعبية والرسمية الساخطة إزاء جريمة قتل الناشط حمدي عبد الرزاق المعروف بـ”المكحّل”، تحت التعذيب على يد مليشيا الحوثي الإرهابية.
ويوم الخميس، شيّع الآلاف من أبناء محافظة إب- رجالاً ونساءً- جثمان الناشط المكحّل، وتحوّلت جنازته إلى تظاهرة شعبية هي الأولى من نوعها، ردد المشاركون خلالها هتافات ثورية رافضة لوجود مليشيا الحوثي وجرائمها الإرهابية بحق المدنيين.
هذا الرفض الشعبي دفع المليشيا الحوثية لإطلاق الرصاص الحي على المشيّعين وتنفيذ حملات ملاحقة واختطافات للبعض منهم، وسط انتشار واسع لعناصر حوثية مسلّحة في أرجاء المدينة.
كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مئات التدوينات والتعليقات المستنكرة لجريمة قتل الناشط حمدي عبدالرزاق، دون أي ذنب سوى انتقاده لفساد قيادات حوثية وجرائمها ضد المدنيين.
وكانت المليشيا الحوثية قد اختطفت الناشط عبد الرزاق في أكتوبر الماضي، إثر مداهمتها للحي الذي يسكنه بمدينة إب بعشرات المسلّحين، وأودعته في سجونها، قبل أن تسلّمه إلى أسرته جثّة هامدة، على خلفية انتقاده فساد القيادات الحوثية.
ويرصد “الثورة نت” جانباً من الردود التي امتلأت بها وسائل التواصل الاجتماعي لسياسيين وحقوقيين ونشطاء وإعلاميين من مختلف المكونات السياسية والاجتماعية والفكرية اليمنية.
محاكمة مفتوحة
وفي إطار الردود الشعبية والرسمية، قال زير الإعلام معمر الإرياني، إن “جنازة الناشط الشاب “حمدي عبدالرزاق” الملقب بـ “المكحل” والذي تم تصفيته بدم بارد في معتقلات مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران بعد خمسة أشهر من مداهمة منزله بمدينة إب، واعتقاله، على خلفية انتقاداته لفسادها وممارساتها الاجرامية، تحولت إلى محاكمة مفتوحة لعبدالملك الحوثي”.
وأضاف الإرياني في تغريدات بحسابه الرسمي على تويتر، أن “أبناء إب الأبية وتحت أزيز الرصاص، أسقطوا مزاعم وادعاءات وخرافات ثماني سنوات من عمر الانقلاب”.
مضيفاً: “وفيما كانت مآذن المدينة تبث تحت الضغط والإكراه خطبة المدعو عبدالملك الحوثي، كان عشرات الآلاف من الشباب الأبطال يهتفون بصوت واحد، #الحوثي_عدو_الله #لا_حوثي_بعد_اليوم، مؤكدين أن الأرض التي أنجبت الثائر علي عبد المغني والدكتور عبدالعزيز المقالح والشيخ عبدالواحد الدعام ونائف الجماعي، والآلاف من الثوار الاحرار، عصية على الكهنوت، وأذياله، وأنها جمهورية حتى العظم، وستقول كلمتها الفصل في الوقت المناسب”.
واتفق معه الكاتب السياسي محمد جميح وسفير اليمن لدى اليونيسكو، الذي قال في تغريدة بحسابه على تويتر، إن “جنازة شهيد إب حمدي المكحل، تحوّلت إلى حركة رفض كبيرة ضد الحوثيين”.
مضيفاً: إب التي شيعت ابنها البطل المكحل اليوم تهتف: لا إله إلا الله والحوثي عدو الله. لا حوثي بعد اليوم برا برا يا حوثي.”
واختتم جميح تغريدته: هذا هو صوت الجماهير الحقيقي، وهو صوت اليمنيين جميعاً إذا استثنينا القتلة والمجرمين”.
ومن جانبه، الكاتب الصحفي فخري العرشي، نشر مقطع فيديو يظهر الآلاف من أبناء محافظة إب وهم يشيعون “جثمان الشهيد المكحل ويهتفون #الحوثي_عدو_الله”.
وقال العرشي، معلقاً على المشهد: هؤلاء الشباب الرافضين لواقع وسطوة وظلم المليشيا الحوثية الارهابية، ومثلهم الملايين على رقعة خارطة جغرافيا اليمن العظيم، كفيلين بنسف الأوهام التي يبني عليها الحوثي مشروعه المدعوم إيرانياً. مختتماً بهاشتاج: #المكحل_شهيد_الكرامه”.
رسالة من إب
وكان اللافت في أحداث تشييع المكحّل، هو خروج عشرات النساء اللاتي اصففن على جنبات الطريق لتوديع جثمان الشهيد إلى جانب النساء من أفراد أسرته وذويه.
وتعليقاً على هذا المشهد الذي تداوله مئات النشطاء على منصّات التواصل الاجتماعي، قال الإعلامي محمد الضبياني: تودع نساء إب شهيدها حمدي عبدالرزاق بالزغاريد، إنها رسالة شديد الوضوح لمشروع الموت والإرهاب الحوثي، مفادها أن دماء شهدائنا ستقتلع جذور الحوثي السلالي الواهية وفكره المتطرف وسلوكه الإيراني الوحشي”..
ومن جانبها، قالت مدير عام مكتب حقوق الانسان بمحافظة الحديدة، فتحية المعمري: لأول مره في تأريخ اليمن، النساء والرجال خرجوا لتشييع جثمان البطل الثائر “حمدي” بالزغاريد والشعارات الثورية ضد المليشيات التي تحتل محافظتهم.
وأضافت في تغريدة بحسابها على تويتر: “إنها إب، التي أنجبت علي عبدالمغني والفقيه سعيد وحمدي المكحل”.
الإعلامي عبدالسلام الشريحي، وهو مقدم برامج في قناة السعيدة، نشر مشهداً عامًا للتشييع، وكتب معلقاً: هكذا ودع الناس في إب الشهيد حمدي المكحل”. مضيفاً: ودعوه بلعنات القتلة والمجرمين”
واعتبر الشريحي، أن هذه “رسالة من إب تكذب كل ما قيل عن هذه المدينة الحرة، ورسالة لأعداء الميليشيا بإمكانية البناء على سخط الشعب تجاه هذه الجماعة”.
إرهاب المشيعين
وعن رد فعل المليشيا الحوثية على أحداث التشييع، قال الكاتب محمد جميح: حاول الحوثيون إرهاب مشيعي جنازة الشهيد المكحل اليوم في إب بإطلاق النار. واستمر المشيعون يهتفون: لا إله إلا الله، والحوثي عدو الله. مضيفاً: هؤلاء المجرمون لم يحترموا الدم المعصوم ولا الجنازة ولا شهر رمضان.
واختتم جميح تغريدته قائلاً: “الطوفان قطرة دم تكبر يوماً بعد يوم”.
وفي السياق ذاته، قال الشاعر زين العابدين الضبيبي: أرعبهم صوت الناس بصرخة الكرامة اليمنية #الحوثي_عدو_الله واطلقوا النار على المشيعين لجنازة الشهيد المكحل”.
وأضاف بتغريدة في حسابه على تويتر: “الآن أنباء عن قيام قتلة حمدي بقيادة مدير أمن أب بحملة اعتقالات واسعة لعشرات الشباب”.
عنوان الإجرام
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صواراً لجثمان الناشط حمدي عبد الرزاق، ويظهر عليها آثار تعذيب تعرّض لها داخل سجون مليشيا الحوثي في مدينة إب.
وتعليقاً على إحدى الصور، قال محمد اليفرسي، مدير تحرير مجلة المنبر اليمني: آثار تعذيب المكحل عنوان لإجرام العصابة الحوثية”.
وانتقد اليفرسي، موقف الحكومة الشرعية إزاء هذا الإجرام قائلاً: تمر على الشرعية فرص استغلال هذه